کد مطلب:352954 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:253

ابوبکر یقتل المسلمین الذین امتنعوا عن إعطائه الزکاة
أخرج البخاری فی صحیحه كتاب استتابة المرتدین باب قتل من أبی قبول الفرائض

وما نسبوا إلی الردة ومسلم فی صحیحه كتاب الإیمان باب الأمر بقتال الناس. عن أبی هریرة قال: لما توفی النبی صلی الله علیه وآله وسلم واستخلف أبو بكر وكفر من كفر من العرب قال عمر: یا أبا بكر، كیف تقاتل الناس وقد قال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم: أمرت أن أقاتل الناس حتی یقولوا لا إله إلا الله فمن قال لا إله إلا الله عصم منی ماله ونفسه إلا بحقه وحسابه علی الله؟، قال أبو بكر: والله لأقاتلن من فرق بین الصلاة والزكاة فإن الزكاة حق المال، والله لو منعونی عناقا كانوا یؤدونها إلی رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم لقاتلتهم علی منعها. قال عمر فوالله ما هو إلا أن رأیت أن قد شرح الله صدر أبی بكر للقتال فعرفت أنه الحق. ولیس هذا بغریب علی أبی بكر وعمر اللذین هددا بحرق بیت الزهراء سیدة النساء بمن فیه من الصحابة المتخلفین عن البیعة [1] وإذا كان حرق علی وفاطمة

والحسن والحسین ونخبة من خیرة الصحابة الذین امتنعوا عن



[ صفحه 195]



البیعة، أمرا هینا علیهما فلیس قتال مانعی الزكاة إلا أمرا میسورا، وما قیمة هؤلاء الأعراب الأباعد مقابل العترة الطاهرة والصحابة الأبرار؟ أضف إلی ذلك أن هؤلاء المتخلفین عن البیعة یرون أن الخلافة هی حق لهم بنص لرسول صلی الله علیه وآله وسلم وحتی علی فرض عدم وجود النص علیهم فمن حقهم الاعتراض والنقد والإدلاء بآرائهم إن كان هناك شوری كما یزعمون، ومع ذلك فإن تهدیدهم بالحرق أمر ثابت بالتواتر ولولا استسلام علی وأمره للصحابة بالخروج للبیعة حفاظا علی حقن دماء المسلمین ووحدة الإسلام لما تأخر القائمون بالأمر، عن إحراقهم. أما وقد استتب الأمر لهم وقویت شوكتهم ولم یعد هناك معارضة تذكرة بعد موت الزهراء ومصالحة علی لهم. فكیف یسكتون عن بعض القبائل التی امتنعت عن دفع الزكاة لهم بحجة التریث حتی یتبینوا أمر الخلافة وما وقع فیها بعد نبیهم صلی الله علیه وآله وسلم تلك الخلافة التی اعترف عمر نفسه بأنها فلتة [2] .

إذن لیس بالغریب أن یقوم أبو بكر وحكومته بقتل المسلمین الأبریاء وانتهاك حرماتهم وسبی نسائهم وذریتهم وقد ذكر المؤرخون بأن أبا بكر بعث بخالد بن الولید فأحرق قبیلة بنی سلیم [3] وبعثه إلی الیمامة، وغلی بنی تمیم وقتلهم غدرا بعد ما

كتفهم وضرب أعناقهم صبرا وقتل مالك بن نویرة الصحابی الجلیل الذی ولاه رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم علی صدقات قومه ثقة به، ودخل بزوجته فی لیلة قتل زوجها. فلا حول ولا قوة إلا بالله العلی العظیم. وما ذنب مالك وقومه إلا أنهم لما سمعوا بما حدث من أحداث بعد موت النبی صلی الله علیه وآله وسلم وما وقع من إبعاد علی وظلم الزهراء



[ صفحه 196]



حتی ماتت غاضبة علیهم وكذلك مخالفة سید الأنصار سعد بن عبادة وخروجه عن بیعتهم وما تناقله العرب من أخبار تشكك فی صحة البیعة لأبی بكر. لكل ذلك تریث مالك وقومه لإعطاء الزكاة، فكان الحكم الصادر من الخلیفة وأنصاره بقتلهم وسبی نسائهم وذریتهم وانتهاك حرماتهم وإخماد أنفاسهم حتی لا یتفشی فی العرب رأی للمعارضة أو المناقشة فی أمر الخلافة. والمؤسف حقا أنك تجد من یدافع عن أبی بكر وحكومته بل ویصحح أخطاءه التی اعترف هو بها [4] ویقول كقول عمر: والله ما هو إلا أن رأیت أن قد شرح الله صدر أبی

بكر للقتال فعرفت أنه الحق. وهل لنا أن نسأل عمر عن سر اقتناعه بقتال المسلمین الذین شهد هو نفسه بأن رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم حرم قتالهم بمجرد قولهم لا إله إلا الله. وعارض هو نفسه أبا بكر بهذا الحدیث فكیف انقلب فجأة واقتنع بقتالهم وعرف أنه الحق بمجرد أن رأی أن قد شرح الله صدر أبی بكر فكیف تمت عملیة شرح الصدر هذه وكیف رآها عمر دون سائر الناس؟ وإن كانت علمیة الشرح هذه معنویة ولیست حقیقیة فكیف یشرح الله صدور قوم بمخالفتهم لأحكامه التی رسمها علی لسان رسوله صلی الله علیه وآله وسلم، وكیف یقول الله لعباده علی لسان نبیه من قال لا إله إلا الله حرام علیكم قتله، وحسابه علی. ثم یشرح صدر أبی بكر وعمر قتالهم؟ فهل نزل وحی علیهما بعد محمد صلی الله علیه وآله وسلم؟ أم هو الاجتهاد الذی اقتضته المصالح السیاسیة والتی ضربت بأحكام الله عرض الجدار؟ أما دعوی المدافعین، بأن هؤلاء ارتدوا عن الإسلام فوجب قتلهم، فهذا غیر صحیح ومن له أی اطلاع علی كتب التاریخ یعلم علم الیقین أن



[ صفحه 197]



مانعی الزكاة لم یرتدوا عن الإسلام، كیف وقد صلوا مع خالد وجماعته عندما حلوا بفنائهم. ثم إن أبا بكر نفسه أبطل هذه الدعوی الكاذبة بدفعه دیة مالك من بیت مال المسلمین واعتذر عن قتله. والمرتد لا یعتذر عن قتله ولا تدفع دیته من بیت المال. ولم یقل أحد من السلف الصالح أن مانعی الزكاة ارتدوا عن الإسلام إلا فی زمن متأخر عندما أصبحت هناك مذاهب وفرق فأهل السنة حاولوا جهدهم وبدون جدوی أن یبرروا أفعال أبی بكر فلم یجدوا بدا من نسبة الارتداد إلیهم لأنهم عرفوا أن سباب المسلم فسوق وقتاله كفر. كما جاء فی صحاح أهل السنة [5] وحتی أن البخاری عندما

أخرج حدیث أبی بكر وقوله: والله لأقتلن من فرق بین الصلاة والزكاة جعل له بابا بعنوان: من أبی قبول الفرائض وما نسبوا إلی الردة وهو دلیل علی أن البخاری نفسه لا یعتقد بردتهم (كما لا یخفی). وحاول البعض الآخر تأویل الحدیث كما تأوله أبو بكر بأن الزكاة هی حق المال، وهو تأویل فی غیر محله. أولا لأن رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم حرم قتل من قال لا إله إلا الله فقط، وفی ذلك أحادیث كثیرة أثبتها الصحاح سنوافیك بها. ثانیا: لو كانت الزكاة حق المال فغن الحدیث یبیح فی هذه الحالة أن یأخذ الحاكم الشرعی الزكاة بالقوة من مانعها بدون قتله وسفك دمه. ثالثا: لو كان هذا التأویل صحیحا لقاتل رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ثعلبة الذی امتنع عن أداء الزكاة له (القصة معروفة لا داعی لذكرها) [6] رابعا: إلیك ما أثبته الصحاح

فی حرمة من قال لا إله إلا الله وسأقتصر علی البخاری ومسلم وعلی بعض الأحادیث روما للاختصار.



[ صفحه 198]



(أ) أخرج مسلم فی صحیحه فی كتاب الإیمان باب تحریم قتل الكافر بعد أن قال لا إله إلا الله. والبخاری فی صحیحه فی كتاب المغازی باب حدثنی خلیفة عن المقداد بن الأسود أنه قال لرسول الله صلی الله علیه وآله وسلم: أرأیت إن لقیت رجلا من الكفار فاقتتلنا، فضرب إحدی یدی بالسیف فقطعها؟ ثم لاذ منی بشجرة، فقال: أسلمت لله، أأقتله یا رسول الله بعد أن قالها؟ فقال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم: لا تقتله فقال: یا رسول الله إنه قطع إحدی یدی ثم قال ذلك بعد ما قطعها، فقال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم: لا تقتله، فإن قتلته فإنه بمنزلتك قبل أن تقتله، وإنك بمنزلته قبل أن یقول كلمته التی قال. هذا الحدیث یفید بأن الكافر الذی لا إله إلا الله ولو بعد اعتدائه علی مسلم بقطع یده فإنه یحرم قتله. ولیس هناك اعتراف بمحمد رسول الله ولا إقامة الصلاة ولا إیتاء الزكاة ولا صوم رمضان ولا حج البیت، فأین تذهبون وماذا تتأولون؟ (ب) أخرج البخاری فی صحیحه من كتاب المغازی باب بعث النبی صلی الله علیه وآله وسلم أسامة بن زید إلی الحرقات من جهینة وصحیح مسلم فی كتاب الإیمان فی باب تحریم قتل الكافر بعد أن قال لا إله إلا الله عن أسامة بن زید قال: بعثنا رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم إلی الحرقة فصبحنا القوم فهزمناهم، ولحقت أنا ورجل من الأنصار رجلا منهم، فلما غشیناه، قال: لا إله إلا الله، فكف الأنصاری عنه، وطعنته برمحی حتی قتلته، فلما قدمنا، بلغ النبی صلی الله علیه وآله وسلم فقال: یا أسامة أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله؟ قلت: كان متعوذا: فما زال یكررها حتی تمنیت أنی لم أكن أسلمت قبل ذلك الیوم. وهذا الحدیث یفید قطعا بأن من قال لا إله إلا الله یحرم قتله ولذلك



[ صفحه 199]



تری رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم یشدد النكیر علی أسامة حتی یتمنی أسامة أنه لم یكن أسلم قبل ذلك الیوم لیشمله حدیث الإسلام یجب ما قبله ویطمع فی مغفرة الله له ذلك الذنب الكبیر. (ت) أخرج البخاری فی صحیحه من كتاب اللباس، باب الثیاب البیض. وكذلك مسلم فی صحیحه كتاب الإیمان باب من مات لا یشرك بالله شیئا دخل الجنة. عن أبی ذر الغفاری رضی الله عنه. قال: أتیت النبی صلی الله علیه وآله وسلم وعلیه ثوب أبیض وهو نائم، ثم أتیته وقد استیقظ، فقال: ما من عبد قال لا إله إلا الله ثم مات علی ذلك إلا دخل الجنة قلت: وإن زنی وإن سرق؟ قال: وإن زنی وإن سرق، قلت وإن زنی وإن سرق؟ قال: وإن زنی وإن سرق، قلت وإن زنی وإن سرق؟ قال: وإن زنی وإن سرق علی رغم أنف أبی ذر. وكان أبو ذر إذا حدث بهذا الحدیث قال: وإن رغم أنف أبی ذر. وهذا الحدیث هو الآخر یثبت دخول الجنة لمن قال لا إله إلا الله، ومات علی ذلك فلا یجوز قتلهم. وذلك رغم أنف أبی بكر وعمر وكل أنصارهم الذین یتأولون الحقائق ویقبلونها حفاظا علی كرامة أسلافهم وكبرائهم الذین غیروا أحكام الله. وبالتأكید أن أبا بكر وعمر یعرفان كل هذه الأحكام فهما أقرب منا لمعرفتها وألصق بصاحب الرسالة من غیرهما ولكنهما ومن أجل الخلافة تأولا جل أحكام الله ورسوله صلی الله علیه وآله وسلم علی علم وبینة. ولعل أبا بكر لما عزم علی قتال مانعی الزكاة وعارضه عمر بحدیث الرسول صلی الله علیه وآله وسلم الذی یحرم ذلك، أقنع صاحبه بأنه هو الذی حمل الحطب لیحرق بیت فاطمة بنفسه وأن فاطمة أقل ما یقال بحقها أنها كانت تشهد أن لا إله إلا الله، ثم أقنعه بأن فاطمة وعلی لم یعد لهما كبیر شأن فی عاصمة



[ صفحه 200]



الخلافة بینما هؤلاء القبائل الذین منعوا الزكاة لو تركوهم واستشری أمرهم فی داخل البلاد الإسلامیة فسیكون لهم تأثیر كبیر علی مركز الخلافة. عند ذلك رأی عمر أن قد شرح الله صدر أبی بكر للقتال فاعترف بأنه الحق.


[1] الإمامة والسياسة لابن قتيبة. العقد الفريد: ج 2 حديث السقيفة. والطبري في تاريخه والمسعودي في مروج الذهب. وأبو الفداء والشهرستاني وغيرهم.

[2] صحيح البخاري كتاب المحاربين من أهل الكفر والردة باب رجم الحبلي من الزنا.

[3] الرياض النضرة لمحب الدين الطبري: 1 / 100.

[4] عندما اعتذر لأخي مالك متمم وأعطاه دية مالك من بيت مال المسلمين وقال إن خالد تأول فأخطأ.

[5] صحيح البخاري كتاب الإيمان باب خوف المؤمن من أن يحبط عمله وهو لا يشعر. وصحيح مسلم كتاب الإيمان باب قول النبي سباب المسلم فسوق وقتاله كفر.

[6] راجع كتاب ثم اهتديت: 183.